د. طنبورة: قطر أهل كرم وسخاء.. ومشاريعها التنموية في غزة خير شاهد

السبت 11-05-2013 05:42 صباحا

غزة / وكالة مجال الاخبارية

تقرير : محمد دفع الله

قال الشيخ الدكتور رمضان مصطفى طنبورة رئيس جمعية الفلاح الخيرية في غزة، وهي جمعية خيرية “مستقلة غير مسيسة ” وتقدم خدماتها للشعب الفلسطيني حسب حاجتهم للمساعدة دون تمييز، ان الجمعية وجدت دعما وتفاعلا كبيرا من عدد من اصحاب السعادة الشيوخ والمواطنين ومن المقيمين ومن المؤسسات الخيرية القطرية كما وجدت الجمعية تعاونا واسعا من قبل العلماء، وقال إن كل هذه الجهات كانت تشجع على عمل الخير سواء في فلسطين أو في باقي البلدان الاسلامية.

وقال في الحوار الذي أجرته معه الشرق أثناء زيارته الى الدوحة ” في أماكن كثيرة يصعب علينا ان نلتقي بالوزراء او بكبار المسؤولين الا انه في قطر وجدنا التواضع والكرم والسخاء.. ولفت الى ان كل المسؤولين الذين التقيناهم في قطر وجدنا منهم تفاعلا كبيرا مع القضية الفسطينية ومع الشعب الفلسطيني”.

وأشاد الدكتور طنبورة “بالجهود التي تبذلها دولة قطر للمساهمة في دعم الشعب الفلسطيني وقال ان القطريين لم يبخلوا على إخوانهم في فلسطين بمد يد العون لهم آملاً أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.

وناشد جميع المؤسسات الخيرية العربية والإسلامية وأصحاب رؤوس الأموال للمساهمة في دعم المشاريع الاغاثية والتنموية التي تستهدف المحاصرين في قطاع غزة وذلك بارسال تبرعاتهم وزكواتهم وصدقاتهم من أجل تخفيف معاناة اخوانهم وتعزيز صمودهم على أرض الرباط

وقال الدكتور رمضان ” إن سلسلة الأنشطة والمشاريع التي نفذتها جمعية الفلاح الخيرية خلال الفترة الماضية تأتي ضمن الفعاليات المتواصلة لشهر رمضان المبارك والتي تشمل ” إقامة موائد إفطار تستهدف الأيتام وذويهم وتوزيع الهدايا الترفيهية على الايتام لرسم البسمة على شفاه الأيتام وخاصة في هذا الشهر الفضيل وتمهيداً لاستقبال عيد الفطر السعيد، وتوزيع وجبات إفطار على البيوت الفقيرة المتعففة إضافة إلى توزيع زكاة المال والصدقات وكفالات الايتام والاسر الفقيرة وإقامة موائد الرحمن الرمضانية في باحات المسجد الأقصى المبارك “.

برنامج رمضاني واسع

وأكد الشيخ طنبورة ” أن توزيع وجبات إفطار الصائم يعد أمراً ضرورياً وهاما ًللعديد من الأسر المتعففة والفقيرة حيث تستفيد منها شريحة كبيرة من الأرامل والأيتام والأسر الفقيرة، موضحا “ان برنامج الفلاح الخيري الرمضاني يشمل ويغطى معظم المواقع التي تحتاج الى دعم انساني، لادخال البهجة إلى الأسر التي تعاني الفقر والحرمان بسبب أوضاعهم المادية، موضحًا أنَّ الجمعية استطاعت أن ترسم البهجة على قلوب الاسر التي تعاني الحرمان.

ولفت الى ان الجمعية تعمل في مجال العمل الانساني منذ تأسيسها في يناير عام 1999 وانطلقت الجمعية في تنفيذ مشروعات من دعم من خارج فلسطين لأن الوضع الفلسطيني دوما يعيش في أزمات وحروبات وأجتياحات وتعتمد الجمعية على الدعم الخارجي خاصة من دول الخليج العربية التي تعتبر البوابة الرئيسية للدعم وتحديدا دولة قطر الشقيقة.

وقال ان هذه فرصة هذه الايام لتقدم مشروعاتها للدعم أمام المؤسسات الخيرية واهل الخير في قطر وفي كل دول الخليج العربية وحتى أمام مسلمي أوروبا.

وأوضح د. طنبورة ” أنه منذ تأسيس الجمعية تم تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية مثل مسجد الفلاح الذي اقيم في محافظة شمال غزة في منطقة مكتظة بالسكان كما تم انشاء المراكز التعليمية مثل مركز الفلاح التعليمي والثقافي.

تدريب النساء وتعليم الاطفال

وقال ان الجمعية أسست مركز الفلاح لتدريب الاخوات على الخياطة والتطريز ويقدم المركز ايضا دروات أخرى وأسست الجمعية مركز الفلاح الطبي التخصصي الخيري ومركز العلاج الطبيعي لمعالجة مصابي الانتفاضة ومخبز النور وهذا الاخير تم انشاؤه لتشغيل العمال العاطلين عن العمل وتقديم الرغيف الخيري للفقراء والمساكين والمحتاجين.

واشار الى ان الجمعية اهتمت أيضا برياض الأطفال لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الذي لا يستطيع دفع الرسوم للانتساب الى رياض الاطفال ولذلك تم انشاء روضة الفلاح النموذجية.

حملات اغاثية ومخيمات

واضاف ” أن الجمعية نظمت الحملات الاغاثية في الازمات كحملة جباليا ورفح وبيت حانون كما تم انشاء مخيمات لايواء المتضررين من الحرب على غزة وسميت باسم مخيمات الفلاح لايواء المتضررين من الحرب بالتعاون مع الهلال الاحمر الفلسطيني ومنظمة الصليب الاحمر ووكالة الغوث.

ولفت الى ان الجمعية تطرق كل ابواب الخير لدعم هذه المشروعات الخيرية التي تمت الاشارة اليها بجانب دعم المشروعات الموسمية مثل افطار الصائم في غزة وفي المسجد الاقصى المبارك.

الاستجابة لأهل القدس

وقال رئيس جمعية الفلاح في غزة انه رغم الحاجة الفلسطينية ورغم الوضع الاقتصادي السيئ والحصار في قطاع غزة ” الا أننا نستقبل مناشدات من أهلنا في القدس الذين يعانون الكثير ونستجيب لمناشداتهم لاننا نعتبر ان المسجد الاقصى أعز الى قلوبنا فنعطيه الكثير من الاهتمام رغم صعوبة الحال عندنا في غزة “.

ولفت الى ان الجمعية تقوم ايضا بمهمة توزيع زكاة الفطر وكسوة العيد والزي المدرسي اضافة الى مساعدة الاسر الفقيرة وأسر الايتام على وجه الخصوص فتقوم بكفالة الايتام كما تساعد العاطلين عن العمل وخدمة ابناء الشعب الفلسطيني في كافة المجالات الانسانية والخدماتية والتعليمية والتأهيلية.

تنفيذ مركز للنساء

وأوضح أن الجمعية تقوم اليوم بتنفيذ مركز الفلاح النسائي في مكان مستأجر وتمت مخاطبة أهل الخير في قطر ووفقنا الله في الحصول على تمويل لهذا المشروع الذي يكلف انشاؤه 60 ألف دولار وهدفنا ان نستفيد من الايجار الذي كنا ندفعه وفي الوقت ذاته نكون قد وفرنا وقفا خيريا للأخوات خاصة نساء السجناء بدلا من ان يتوجهن الى الجمعيات لطلب المساعدة

وقال في هذه الاثناء ” نريد لأرملة الشهيد ان تعيش بعزة وكرامة عبر تعليمها التطريز من خلال الدورات التأهيلية ويتم تسويق انتاجها من الملبوسات وبالتالي نكون قد وفرنا لها فرصة عمل.

وبشأن ما اذا كان الجمعية تلقت اي دعم من قطر هذا العام قال الدكتور طنبورة ” أننا لاحظنا ان المؤسسات الخيرية في قطر تنظم هذا العام حملات كبيرة لدعم الاشقاء في سوريا من اجل تخفيف معاناتهم وعلى الرغم من ذلك فقد توجهنا الى المسؤولين القطريين بعد ان حصلنا على تزكية من فضيلة الدكتور علي محي الدين القرة داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وحث أهل الخير للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقال القرة داغي انه تحدث مع كبار المسؤولين على الرغم من أن قطر مهتمة بما يحدث للاشقاء في سوريا الا أنه يجب ان لا تنسى قضية فلسطين لكونها القضية المركزية في كل بقاع الارض ولما يتعرض له الفلسطينيون من حصار غاشم وظالم.

المشاريع ذات الاولوية

وفي رده على سؤال عن البرامج التي تأخذ الاولوية في الجمعية قال رئيسها ” نحن نطرح في الوقت الحالي المشاريع الرمضانية حيث نعيش نفحات الخير في الشهر الكريم الذي يفتح الكثير من الجروح في فلسطين اذ ان أسرا فقدت معيلها وتيتم اطفالها وفي هذه الايام يتذكرون والديهم أثناء تناول طعام الأفطار أو السحور.

واضاف ” نحن نحاول بقدر الامكان ان نرسم البسمة على وجوه هؤلاء الايتام والارامل والاسر الفقيرة التي لا تستطيع ان توفر طعام الافطار ولا تأكل كما يأكل الآخرون وتوفر لهم وجبات الأفطار الجاهزة خاصة في ظل ظروف انعدام الغاز اذ لا تستطيع الكثير من الاسر شراء الاغذية وبالاحرى الاسر الفقيرة.

مشاريع لكفالة الايتام

ولفت الى مشاريع كفالات الايتام وقال ان هذه الكفالات تتم بشكل شهري علما بأن الكفالات تصرف من الكافلين بشكل سنوي..وزاد القول ” أننا في رمضان ننشط في مسألة الكفالات اذ ان الصدقات فيه مضاعفة الأجر لذلك نحاول مع الكافلين تجديد الكفالات للأسر الى سنة جديدة وقد تعودنا ان يجددوا كفالات خلال هذا الشهر الفضيل الى سنة جديدة.

واشار الى ان الجمعية نجحت في توفير الكفالة الى نحو 3000 طفل فلسطيني في قطاع غزة حيث يتم تقديم مبلغ 50 دولارا شهريا مع تقديم الخدمات الطبية والتعليمية لهم بقدر المستطاع وقال في هذا الصدد أنه تم انشاء لجنة تنسيق في قطاع غزة من أجل تفادي عدم الازدواجية في كفالة الايتام وقد أشرفت على هذه اللجنة مؤسسة الاغاثة الاسلامية في بريطانيا وشاركت فيها جمعية قطر الخيرية اضافة الى عشر جمعيات في قطاع غزة من بينها جمعية الفلاح في غزة والهدف من هذا التنسيق ألا يكون هناك ايتام مكفولين من جمعيات عديدة في حين يحرم ايتام آخرين من الكفالة.

وفي رده على سؤال ان كانت الجمعية بصدد انشاء مشروعات استثمارية صغيرة او متوسطة لتدر دخلا مناسبا يوفر الدعم للحالات المختلفة بدلا من الاعتماد على التبرعات التي قد تنقطع لأي سبب قال الدكتور رمضان طنبورة ” بالفعل بدأت الجمعية تتوجه نحو المشاريع التنموية حتى توفر فرص عمل للعاطلين ولكي تكون دخلا للجمعيات في حال توقف التبرعات مستقبلا لأي سبب من الاسباب ولفت في هذه الاثناء الى مشروع مخبز الفلاح الذي قال انه يوفر فرص العمل للفقراء كما يوفر الخبز للمساكين.

معصرة للزيتون

وأضاف ” ان الجمعية بصدد انشاء محطة لتحلية المياه في غزة بتكلفة 60 ألف دولار بدعم من مؤسسة اوبك في النمسا وباشراف الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت..وعندنا خطة مستقبلية لانشاء معصرة الزيتون حديثة بتكلفة 300 ألف دولار وهي أيضا في قطاع غزة وتملك الجمعية ثلاث معاصر للزيتون قديمة ومهترئة والهدف من هذه المعصرة حتى نشجع المزارعين على زراعة الزيتون في ظل تجريف الاراضي من قبل الاسرائيليين في ظل عدم اهتمام المؤسسات بزراعة الزيتون اضافة الى توفير عدد كبير من الوظائف للعاطلين عن العمل وتشجيع قيام الشركات التي تعمل تسويق الانتاج من منتجات الزيتون في العربية والمجاورة والدول الاسلامية.

وقال ان الجمعية حصلت على مبلغ 42 ألف دولار من النمسا من جملة 300 ألف دولار وفي هذه الاثناء وجه نداء الى المؤسسات الخيرية لاكمال قيمة المعاصر.

المشروعات التعليمية

وتناول رئيس الجمعية بالشرح المشروعات التعليمية التي تقوم الجمعية بتنفيذها فقال في هذا الجانب ” ان المشروعات التعليمية بدأت بانشاء روضة الفلاح النموذجية ونأمل ان نطور الروضة الى مدرسة ابتدائية حتى ينتقل الطلاب مباشرة من الروضة الى هذه المدرسة الا انه اشار الى عدم توافر مواد البناء منذ خمس سنوات باستثناء هذا العام اذ بدأت مواد البناء تدخل الا انها باسعار عالية جدا لذلك تقاعس الممولون عن دعم المشروعات التي تحتاج الى بناء حتى مشاريع اعمار غزة تسير ببطء على الرغم من أنه تقوم بذلك مؤسسات دولية وليس مؤسسات خيرية.

وقال انه على الرغم من الدعم من قبل الدول إلا ان اعمار غزة متعثر لعدم توافر البناء كما تمت الاشارة وهناك خطط لاعادة الاعمار والذي يشمل المساجد والمساكن والمدارس وذلك عقب عيد الفطر المبارك.

ولفت الى ان الفلسطينيين لجأوا الى المدارس المتنقلة ” كرافانات ” نظرا لانعدام المباني بسبب الحصار. وأعرب عن أمله في ان تلعب مصر دورا كبيرا في هذا الجانب من اجل فك الحصار بواسطة المعابر.

وأوضح ان الجمعية لم تتوجه الى العمل التنموي المؤسساتي وكان العمل يقتصر على الاغاثة فقط نتيجة الحروب والاجتياحات التي تحدث في الاراضي الفلسطينية من اجل تقديم واجب الاغاثة والنجدة للمناطق المنكوبة..الا انه بسبب العلاقات مع المؤسسات وفاعلي الخير الذين يدعمون العمل الاغاثي ويكفلون الايتام والاسر الفقيرة استطعنا ان نطور عمل الجمعية ليكون فيه مشاريع تعليمية وتأهيلية وتنموية.

شاهد أيضاً

في يوم جمعة الكوشوك الموافق 6-4-2018 بقلم/ د. رمضان مصطفى طنبورة

?نفذ الشبان الفلسطينين تهديداتهم باشعال اطارات الكوشوك على حدود قطاع غزة على بعد أمتار قليلة …